روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | التعامل مع المراهق...علم وفن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > التعامل مع المراهق...علم وفن


  التعامل مع المراهق...علم وفن
     عدد مرات المشاهدة: 4846        عدد مرات الإرسال: 0

* تقول إحدى الأمهات:

يبلغ ابني من العمر 14 عامًا، وقد بدأ في الأشهر الأخيرة يحتد علينا أنا وأبيه، إن رفضنا له طلبًا، ويرفع صوته أمامنا، ولا يوقرنا مثلما كان يفعل من قبل، وأخشى إن قابلت حدته بحدة مماثلة أن يزيد سلوكه سوءًا، فكيف أتصرف؟

لهذه الأم أقول: إن ابنك يا سيدتي يمر بمرحلة المراهقة التي لابد من إحتوائه وإستيعابه فيها، وألخص ردي عليك في نقطتين:

= أولاهما: تخص صداقة الابن في هذه المرحلة.

= الثانية: تتعلق بمعنى الرجولة ومفهومها في ذهن الشباب.

ويمكن معالجة ذلك من خلال النقاط التالية:

¤ صداقة المراهق:

فالطفل قبل أن يصل إلى سن البلوغ، ينبغي على الوالدين مصاحبته، بصرف النظر عن جنسه، أما في حالة مناقشة الأمور التي تتعلق بالجوانب الجنسية معه، فتكون مناقشتها بين المراهق والأب الذي يماثل جنسه جنس الطفل.

¤ مدح المراهق:

وتبدأ الصداقة بين الأب والمراهق بإمتداح شخصه، فيمدح الأب أو الأم تفكير الطفل، وطريقته في التعليق على الموضوعات المثارة، وأسلوبه في فتح موضوعات معينة للمناقشة، وطريقته في إلقاء النكات، أو إستخدام الفكاهة، كما يمدح سرعة بديهته، ويمدح شكله، وطريقته في الملبس، ومدى الأناقة والجمال في إختياراته كلها، وتوجد بعض الملاحظات التي لابد منها فيما يتعلق بمدح المراهق:

ـ ليس ضروريًا أن يكون ما نمدحه في المراهق جميلاً جدًا، أو لافتًا للنظر، بل من الممكن أن نمدح أمورًا عادية حتى نشجعه على الإستمرار في ممارستها.

ـ لا يصح أن نمدح في المراهق أمرًا معيبًا، أو خطأ بيّنًا واضحًا، حتى لا يشعر بأننا نقصد أن نمدحه دون وجه حق، وبصرف النظر عن الصواب والخطأ، لأنه إذا وصله هذا الشعور سيفقد الثقة في جميع ما نقول.

ـ ليكن معلومًا لدينا أن الهدف الأول: من مدح المراهق هو دعم التقارب النفسي بينه وبين الكبار الذين يبغون صداقته، والهدف الثاني: هو إشعار الطفل بالإهتمام بشخصه وأفعاله وكل ما يخصه، أما الهدف الثالث: فهو دفعه إلى الإستمرار فيما يفعل من سلوكيات صحيحة.

¤ الهديــــة:

ولها فعل السحر في نفس الطفل والمراهق، والهدية من الأب أو الأم تعني الكثير بالنسبة له، تعني الإهتمام الشخصي، وتعني الحب، وتعني أيضًا التقدير، وهي الطريق الأفضل لإيجاد الحب بين الناس بصفة عامة، وبين الأهل والمراهق بصفة خاصة.

¤ المناقشات مع المراهق:

وذلك لتوضيح خطأ بعض المفاهيم في ذهن المراهق، عن طريق أحد كبار العائلة أو أحد أساتذته ممن يحبهم ويثق بهم، أو بعض الزملاء في مثل سنه ممن عبروا هذه المشكلة، وتكون هذه المناقشات بين الزملاء تحت رعاية أحد كبار السن، أو أحد الخبراء، أو المشرفين على الطفل بشرط توافر الحب والثقة من المراهق لهم.

¤ محتوى المناقشة:

تحتوي المناقشات مع المراهق على مفاهيم تصحح العلاقة بين مفهوم الرجولة، والتعدي على الآخرين، فقد يفهم بعض المراهقين أن الرجولة تعني إحراج الآخرين أو التعنت معهم، بصرف النظر عمّن هم هؤلاء الآخرون حتى لو كانوا الآباء أو الأقارب، ولا يدركون أن مقومات الرجولة تتضمن التحكم في الذات، والسيطرة على النفس، والتفاهم مع الناس بالكلمة الطيبة، وليست الرجولة هي التعامل باليد أو باللسان السليط، فاللسان السليط من سمات من لم يتلق تربية سليمة، ومن الرجولة أيضًا التعامل مع الناس بالحسنى، خصوصًا الوالدين، ولا يصح أن يدَّعي أحد أنه يستطيع أن يتعامل مع الناس بالحسنى، وهو يتعامل مع الوالدين بجرأة قد تصل إلى حد الوقاحة، فإن فعل ذلك فإن هذا دليل على أنه لم يتعلم أبجديات التعامل مع الناس، ولم يشكر المقربين منه أصحاب الفضل الأول عليه، ولقد لفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى قضية شكر الناس قائلاً: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، ومن المعروف أن أولى الناس بالشكر هما الوالدان، وقد قرن الله بين شكره وشكر الوالدين مباشرة، فقال: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان:14].

¤ إيجاد البيئة الطيبة:

فينبغي مساعدة المراهق في التخلق بالخلق الحسن، من خلال تشجيعه على مصاحبة الطيبين والأخيار من الأقارب والزملاء والجيران ممن يأنفون من الإساءة إلى الوالدين ويقدرون الجهد الذي بذلاه معهم.

¤ التعزيز الإيجابي:

تعزيز أول بادرة إيجابية تصدر عنه ويُفهَم منها إحترامه للآخرين من خلال المدح والثناء، وليكن ذلك التشجيع والمدح على سلوك إحترام الآخرين عادة لكل من يتعامل معه، تجنب التهديد والتوبيخ واللوم، حتى لا تدخل الأسرة في دائرة العناد والعنف.

¤ تقديم المساعدة:

وذلك بمعاونة الابن لإنجاز ما يقوم به من عمل، وما يُوكل إليه من مسؤوليات حتى نساعده في تجنب الصراع النفسي الناتج عن المقارنة بين مرحلة الطفولة المليئة باللعب، ومرحلة الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات.

¤ التعبير عن الذات:

بالسماح له بالتعبير عن أفكاره الشخصية، والإستماع لآرائه الناقدة بأذن صاغية، ومناقشته فيها، وعدم لومه أو الغضب منه بسببها، ومحاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه منها في حال إقتناع الوالدين بها.

¤ تجنب رفع الصوت:

أي عدم التفاهم في البيت بصفة عامة بصوت مرتفع، ونظر حاد للآخرين، حتى لا يشيع هذا السلوك في البيت، ويعتاده الأبناء.

¤ العزلة والانطواء:

يقول أحد الآباء: يبلغ إبني 16 عامًا، ويميل إلى العزلة وعدم مشاركة الأسرة في الترفيه خارج المنزل، أو الزيارات والمجاملات الإجتماعية، فهل أضغط عليه، أم أتركه يفعل ما يحلو له؟

* أولاً: يميل المراهق في بداية مرحلة المراهقة إلى الإنطواء والعزلة، فيحب أن يخلو بنفسه في مكان خاص، ويحب أن يغلق الباب عليه، حتى لا يقطع عليه عزلته أحد، والسبب في ذلك تلك التغيرات التي تنتاب المراهق، والتي لا يعرف لها سببًا، كما أنه لا يعرف كيف يتكيف معها، وهل هي خير أم شر، وكيف يتعامل مع الناس في وجود تلك التغيرات التي تشمل حياته كلها، فهي تشمل عاداته وسلوكه، وما يحب وما يكره، بل تشمل الأصدقاء، فتتغير صداقات الطفولة وقد تستبدل بها صداقات جديدة، وقد لا تستبدل، ولأجل ذلك يسمى بعض العلماء مرحلة المراهقة بمرحلة العواصف والتغيرات، أما إذا لم يستطع الوالدان الخروج بالمراهق من عزلته، أو ساعداه عليها بسلوكهما غير التربوي معه، فإن ذلك من شأنه إستمرار المراهق في عزلته، وحبه لها، وقد يكون ذلك ما حدث مع المراهق صاحب المشكلة.

ولا يصح أن يترك الوالدان المراهق منفيًا في عزلته بإرادته، كما لا يصح أن يقتحم عليه عزلته أحد، كلما إنفرد بنفسه، والصحيح أن يدخل عليه أحيانًا أحد الأبوين، بسبب يبدو وجيهًا أو معقولاً، لكي يطلب رأيه في موضوع مهم أحيانًا، ولكي يسأله سؤالاً معينًا أحيانًا، ولكي يشربا الشاي معًا، المهم ألا يتركاه مستمرًا في عزلته.

* ثانيًا: إن كان ممكنًا أن يجبر الوالدان المراهق على الخروج مع الأسرة للترفيه فلا بأس، ولكن الشرط الأساسي لذلك هو ألا يؤدي إجباره على الخروج إلى مشكلة أكبر من عدم الخروج ذاته.

* ثالثًا: بشأن الزيارات: الصواب أن يكون للمراهق دور فيها، بإخباره أن الأقارب أو الأصدقاء الذين نجاملهم يحبونه شخصيًا، ويسألون عنه كلما ذهبنا دونه، ويهتمون بوجوده، وإذا لم يذهب معنا لمجاملتهم، فقد يعني ذلك من وجهة نظرهم عدم إهتمامه بهم، أو كرهه لهم، وهذا لا يصح، كما نستطيع أن نقنع المراهق أنه رجل البيت بعد والده، فمن المفروض أن الرجال يهتمون بالمجاملات، حتى يلتقوا مع الرجال أمثالهم في هذه الزيارات.

* رابعًا: مرحلة إنشاء الصداقة بين الوالدين والمراهق في بداية المراهقة ضرورية جدًا لمنع المراهق من الإستمرار في عزلته، أو الشعور بالراحة نتيجة هذه العزلة، فليرصد الآباء أبناءهم الذين يقتربون من مرحلة البلوغ، ثم يلازمونهم قدر الإمكان في وحدتهم.

* خامسًا: لكي تكون العلاقة بين المراهق وأهله طيبة، ينبغي أن تكون مجالسة الآباء لأبنائهم ممتعة ومفيدة، وخالية من أية منغصات من قبيل التهكم والسخرية أو اللوم والعتاب، أو التوجيه والنقد، أو المحاضرات المحفوظة، فإذا تجنب الآباء ذلك، ولزموا الحوار الجاد المفيد، أو الكلمة الخفيفة المضحكة، أو الألغاز المسلية، أو الجلسات الحلوة، فإن ذلك كله من شأنه زيادة حرص الأبناء على مجالسة الآباء.

المصدر: موقع إسلام ويب.